عدت من نوبتجيتي الواحدة ظهرا فأصابني هلع وصدمة مما حدث , حتي تحجرت الدموع وتجمدت من هول الفجيعه فلم استطع كتابة كلمة واحدة وظللت اتابع ردود افعال اصدقائي والصفحات فأحسست بوجع أكبر فنمت وحلمت بأني في فضاء واسع كبير ولكن هناك الكثير من الناس من حولي يضيقون عليّ ويشوشون علي تفكيري بكلامهم الكثير فهم يتحدثون بصوت عالي في نفس الوقت وكلامهم يتقاذفني يمينا وشمالا فأحسست بإختناق شديد وكأن صدري ضيقا صدرا كأنما يصّعد في السماء أحاول الهرب منهم حتي ابتعدت قليلا وجلست منهكة ........
أفقت وانا في قمة التعب أنظر إلي اللاب توب أريد كسره فما رأيته في الحلم هو في الحقيقة ما يدور علي الفيس بوك يوميا ومع كل حدث جلل حتي لو كانت مصيبة
كيف تحركنا أزرار الكيبورد فنكتب بكل حرفية كلام يثير المشاعر ويتفاعل معه الانسان بكل حواسه ثم نأكل ونشرب ونلهو وكأن اختزال الموقف كان في بعض كلمات أخرجناها من مكنون صدرنا ربما نكون صادقين فيها وربما نكتبها من باب فرضية الكتابة الفيسبوكية فبين حادث الاطفال اليوم وعلي كل الوجع الذي بداخلنا الا أني وجدت من يسب ومن يلعن في الحكومة ومن يسب أخر لمجرد كلمتين قالهم لم نتبين صحتها , ومن يحتسب ومن يدعو علي خلق الله , ومن يبرر ويدافع قبل أن يُهاجم ولكنه اعتاد التبرير , ومن بث يأسا في القلوب , ومن كل همه اصطياد كلمات كالتي أكتبها الان ليلهب صاحبها بسوط كلامه ,و, و ....
وأفقت من هذا كله الي
1- لماذا لانفر الي الله كفرارنا الي الفيس بوك نبثه ما بنا وندعوه ونتوسل اليه ليهيئ لنا من أمرنا رشدا مع كل هذا الفضاء الواسع نحصر أنفسنا بكل غباء في هذا المكان الضيق الذي صرت أمقته , والله ان ركعتين لله ودعاء لاهالي الاطفال وتوسل اليه سبحانه أبلغ من أي كلام رخيص يُكتب أو مزايدات أو حسابات سياسية او شخصية او فكرية ؛ تُري هل سيصل كلامكم وتحليلاتكم الي امهات الاطفال ؟! هل هي ما سيبرد نارهم ؟!
2- كانت ثورتنا الاولي نردد يسقط يسقط حسني مبارك وبعد اسقاطه صرنا نردد يسقط يسقط حكم العسكر وبعد اسقاطه رددنا يسقط يسقط حكم المرشد آما آن الاوان ان نقول تسقط تسقط الفوضي ....الفوضي بمفهومها الصحيح فعليك اسقاط الفوضي من نفسك اولا ولعلي اذكر كلمة ابن القيم " يأبى عدل الله أن يولي علينا أمثال معاوية فضلا عن أبي بكر وعمر، فإن ولاتنا على قدرنا، وولاة السلف على قدرهم، وكأن أعمالنا ظهرت في جنس عمالنا. "
اسقطوا الفوضي فعليا وليس من خلال الكيبورد
3-أمسك عليك لسانك في كل الاوقات فأنت مُحاسب بالكلمة والفيس بوك من غير نية سليمة هو أشبه بمن يحاول ملأ كوب مقلوب باللبن ,أثقلوا موازينكم يرحمكم الله
4- تحية لأصدقائي الذين لم يغيرهم الحدث عما كانوا يفعلون من قبل وهم قسمين الاول ينشر صور مهند وسمر واتراك آخرين وعليها كلمات رومانسية علي ضيقي منهم في السابق الا اني وجدتهم هم الصادقون مع انفسهم فاكتفوا بمتابعة الخبر وعمل اللايك وعادوا الي قوقعتهم !!! والقسم الاخر هم غير المتواجدين فعليا علي الفيس بوك ولكن مشتركين في تطبيقات كسنن والفيسبوك الدعوي وذكّر وغيرها فلم يبقي منهم الا ايات واحاديث يأخذون أجر من قرأها ومن عمل بها ؟