السبت، 29 ديسمبر 2012

الفصول الاربعه


الفصول الاربعه
حديقة منزلنا المتواضعه أنظر اليها واطالعها من البلكونة ,,أتابع التغيرات التي تطرأ عليها في كل فصل من فصول السنة وبالاخص الشجرة الكبيرة المطلة علي الشارع ....ما بين ذبول و سقوط اوراقها في الخريف ...وبين انتظارها للمطر وقسوتها في الشتاء واخضرار اوراقها ومنظرها الممتع في الربيع ثم رؤية الظل تحتها ونسمات هواء نادرة وقت العصاري في الصيف .
ومابين الفصول تتغير وتتبدل حديقة منزلنا ,,وبين اجواء الفصول المختلفة نمر بكل هذه التغيرات في حياتنا فنتبدل ونتغير من عام الي عام ...
فقد مررنا في عامنا هذا الذي أوشك علي الرحيل بكل هذه الاجواء :
من شتاء بارد وقاسي نبحث فيه عن الدفء والسلام والطمأنينة في طول لياليه وظلمتها الحالكة وهدوئها المخيف فمرت علينا ايام تشبه لياليه واحداث تذكرنا ببرده وقسوته ولحظات دفء نختبئ فيها ..ننتظر بلهفة امطار رحمة وتوبة وطموح واحلام واشتياق وحب وحنان ونعيش بعد هطولها علي رائحة المطر المنتشرة في حياتنا لنشتاق الي نزولها مرة اخري
وبين ربيع تصفو فيه نفوسنا وتهدأ قلوبنا ونجني ثمر علاقات ومعارف وأصدقاء جدد.... نجني فيه صبر أيام بعد تعب وطول انتظار لتحقيق احلام كمن ينتظر مولود جديد ...نشم فيه نسمات عافية وصحة واحتواء .
وصيف ملئ بالحركة والضوضاء وتسارع وتتابع وتنوع الاحداث ,,تعب واستنزاف لكل الطاقات ,,"عطش" للكثير من الانجازات والنجاحات ,,"ارتواء" من مشاعر فرح وحب وحنين وذكريات مرتبطة نوعا ما بالصيف ,, "ظل" نتتبعه ونذهب خلفه من حر وعرق وجهد,, نجده في ظل أهل وإخوة ,,ظل زوج وأبناء ,ظل أصدقاء أوفياء .
وخريف ذبلت فيه علاقات وصداقات ,,أناس سقطوا من أعيننا وسقطوا من حياتنا ...أصدقاء كانوا معنا في معترك الحياه يبحثون عن السعادة أخذتهم رياح الموت ولم يبقي منهم الا ضحكاتهم وهمساتهم واحلامهم ومواقف جمعتنا بهم ستظل في مخيلتنا الصغيرة لنذكرهم وندعو لهم ..ربما ارتاحوا مما نعاني من ذبول خائفين غير مستعدين لرياح المرض او الموت .
ربما كانت حديقة منزلي أوفر حظا مني لانها تعلم بقدوم الفصل الجديد فتستعد له وتهيئ نفسها لاستقباله ,,لكني انا وغيري للاسف لا نعلم بأي فصل سنعيش يومنا فربما نكون في الربيع وتمر بنا رياح الخريف المخيفة ولربما نكون في الشتاء ولكننا من ضيق صدورنا وتصعدها في السماء نحس بتعب واستنزاف الصيف بل الامر أن تعيش يوم واحد بالاربع فصول .
وقفت أستلهم من هذه الشجرة ارادتها وتهيؤها لاستعد مثلها للعام الجديد ولكني سأكون أفضل لاني سأنظر الي الوراء وأقيم عامي المنصرم هذا ...ماذا قدمت فيه ؟
لله ,لنفسي,لاهلي ورحمي ,لزوجي وبيتي ,لاصدقائي ,لعملي وطموحي ,لديني ودعوتي ,لبلدي وأمتي .
365 يوم ,,أكثر من 8000 ساعة ,أكثر من 500000 دقيقة مضت ولا أعلم هل سيأتي مثلهم ام لا ؟
ولكن علي اية حال أشكر ربي أن مد في عمري وأمهلني حتي أستدرك ما فاتني وأصلح ما قصرت فيه وأخذ من نفسي لنفسي وأجدد عهدا مع الله ومع نفسي والناس
علي أمل أن يسلمني عامي هذا إلي عام جديد أكثر بردا وسلاما وحنوا ورزقا وحبا ونجاحا وعافية وعلوا وطموحا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق