وأخيرا فهمت
!!!!!
فكرت في الحال
الذي وصل الجميع اليه واعتقد ان ما وصلنا اليه اشبه بحالة من التصحر الايماني الذي
يزحف بسرعة نحونا وتبدوا ظواهره واضحة وجلية ومنها :
استحلال الغيبة
والبهتان وسب الناس ورميهم بالباطل احيانا , الغرور ونبرات الاستعلاء الذي يفضلها البعض في حديثه , التخوين الواضح والصريح
من كل طرف للاخر , الكبر عند معظم القوي السياسية بان لا تعلن حاجتها للاخر مهما
كان والعناد والمكابرة من جانب بعض القوي الضعيفة , عدم الاعتراف بالخطأ والتقصير
, لدد الخصومة والغلو فيها وما يصاحبها من تشويه لاشخاص او تجريح في هيئات , اهدار
بعض القيم والثوابت التي ضاعت في زحام الاحداث ................وغيرها من المظاهر
كثيرة .
وتذكرت قول بعض السلف : ما سبقكم ابو بكر بكثرة
صيام ولا صلاة ولكن بشيئ وقر في صدره
إذاً هو القلب تلك المضغة التي لو صلحت صلح
الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله فالمنهج السماوي في تربية الصحابة كان يعتمد
علي قلوبهم اولا فلم تحرم الخمر الا في المدينة ولم يفرض الصوم الا في العام
الثاني من الهجرة ولم تفرض الصلاة الا في الاسراء والمعراج وبهذه التربية القلبية
اولا وترسيخ الايمان فيها عاش الصحابة بين الناس بابدانهم وعاملوا الله بقلوبهم
وحققوا التوازن في حياتهم فكانو في الليل رهبانا وبالنهار فرسانا في مجال العلم
علماء يعلمون الجاهل ويسعون في قضاء حاجة المحتاج وكانوا خير الازواج والاباء
والجيران ظرفاء لطفاء لا يمل حديثهم .
نحتاج الي مواجهة هذا التصحر بوقفة قوية مع
قلوبنا نحتاج إلي يقين وتوكل علي الله , نحتاج الي ذل وخضوع وخشوع لله , نحتاج الي
خوف ورجاء , نحتاج الي مجاهدة انفسنا , نحتاج الي تفريغ قلوبنا من اي شحناء او حقد
او ضغينة , نحتاج ان يبدأ كل منا بنفسه ومع نفسه ثم مع الناس فيحتوي المخالف له
ويزيل اي خلاف بالحسني , نحتاج الي توسل الي الله ودعاء وبكاء اليه بان يخرجنا مما
نحن فيه , نحتاج الي ركعتين في جوف الليل تطهر قلوبنا وتجدد ايماننا .
قال الله تعالي (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا
يؤتكم خيرا ) فلنري الله من أنفسنا خيرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق