الغزو التركي
يحيرني منذ فترة أن أكتب في تأثر الناس بالدراما التركية
ورومانسياتها الطاغية ومازاد من اقتناعي بالكتابة في هذا الامر أن أجد الكثير من
اصدقائي كبار او صغار يقومون بنشر صور ممثلات او ممثلين أتراك ومكتوب عليها كلام
ربما ليس له علاقة بالصورة والغريب ان معظم صور صفحاتهم علي الفيس بوك هي لهؤلاء
الممثلين .
ما أزعجني حقا في هذه الدراما :
اولا: اننا لم نأخذ منها الا الرومانسية الزائفة فصرنا
نبحث عنها في اي مكان وبأي شكل ونتعجل أن نعيش مثل تجاربهم حتي لو كان مخالفا
لقيمنا وعاداتنا واعرافنا وأحيانا للشرع والدين .
ثانيا : كثرت المشاكل الزوجية بسبب فراغ الزوجة وتقضيتها
معظم الوقت امام هذه المسلسلات فلم تعد ترضي بما يقدمه لها زوجها من مشاعر بل تطلب
نسخة مطابقة لمهند , او كريم او غيرهم من الممثلين ,ولم يعد يرضي البعض بالقليل من
المشاعر . وإذا نظرنا بعدل فعمل الزوج وشقائه هو حب , توفير احتياجات المنزل
والاولاد حب , الاهتمام بتعب الزوجة ومساعدتها في عمل المنزل حب ,النظرة
والابتسامة والضحك حب ,وووو اشياء فطرية وبسيطة كانت ترضينا وتسعدنا اصبحت الان
جفاء واهمال لمشاعر المرأة .
ثالثا : اهدار الوقت في متابعة هذه المسلسلات فلا يعقل
أن يقضي الفرد ما يقرب من 180 يوم متابعة في مسلسل ,180 ساعة سنسأل عنها فضلا عن اني اعرف من
يتابعها مرتين في الاعادة ,,ماذا لو قضينا هذه الساعات في حفظ القرآن الكريم ؟!!
رابعا : كثر انتشار بعض الكلمات مثل "الخيانة
" والتي كان المرأ يخجل من ذكرها صراحة امام الناس وان قالها فبصوت خافت
,,اما الأن فصارت كلمة عادية تحملها منشورات الفيس بوك وكثر الكلام عن الجرح
ودعوات الي اشياء تفكك علاقات وتهدم بيوت .
ما أود قوله ان الفن منذ القدم وهو يمس روح الانسان
وعاطفته ويتلاقي مع احاسيس الانسان وافكاره وتأثيره علي الانسان لا يجاريه تأثير
فكيف اذا اجتمعت في هذه المسلسلات الموسيقي مع التمثيل مع عروض الازياء والديكور
والتنسيق كل ذلك يجعلها تؤثر وتتفاعل مع اكثر من حاسة عند الانسان .بل والامّر
انها في بلد غير بلدنا , غيرها في مستواها المعيشي او العرفي او الديني .
لو ان هذا الغزو التركي في كل شيئ في الاقتصاد والعلوم
والتقدم فأهلا به ,,أما أن نترك كل شيئ ونتمسك برومانسية زائفة لا يعطيها أهل
بلدها نفس الاهتمام فلابد من وقفة أمام هذا الغزو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق