الاثنين، 15 أكتوبر 2012

ليست كل الغيرة .....حب!


ليست كل الغيرة .....حب!
الغيرة إحساس يتملكنا ....رجالا ونساءا حتي أطفالا.
ولكن هذا الداء المفرح المبكي ليس دليلا دائما علي الحب وإنما له دلالات أخري كثيرة بعيدة تماما عنه .
للغيرة أنواع كثيرة ولكن سأتكلم عن غيرة الازواج ,,ومبدأيا ينبغي التفريق بين الحب والغيرة
فالحب الكبير يولد الغيرة.........أما الغيرة الشديدة تقتل الحب
عندما يكون الحب كبير تكون الغيرة علي من نحب خوفا علي مكاننا في قلبه أن تقل هذه المكانة حتي ولو بجزء بسيط فتبدأ الغيرة بدافع حب وحرص علي هذه المكانة ، وتكون غيرة محمودة، بل و بالعكس أحيانا كثيرة تشعل الحب من جديد وتجدد مشاعر في القلوب ,إذا فهي مطلوبة ...بشرط التعبير عنها باسلوب محترم وغير جارح .
وهذا النوع من الغيرة تطلبه المرأة دائما بل وتسعي أحيانا إلي استفزاز زوجها ليغار عليها حتي يطمئن قلبها علي مكانها وأنها مرغوبة دائما منه .وفي سيرة زوجات الرسول مواقف كثيرة تمثل هذا النوع من الغيرة المحمودة .
أما الغيرة الشديدة المستمرة الجانحة الجارحة التي لا تنتهي أبدا فهي تقتل الحب بل وتحوله إلي كره في أوقات كثيرة. للغيرة المرضية تلك اسباب كثيرة ولكني رفعت ابرز اسباب لها :
أ‌- الشك:
النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة. رواه أبو داود.
عن أبي سعيد الخدري قال: كان فتى منا حديث عهد بعرس، قال: فخرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأنصاف النهار يرجع إلى أهله، فاستأذن يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة، فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأهوى إليها الرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، قالت له: اكفف عليك رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح

عندما يكون سبب الغيرة شك فانها تعصف بالحياة الي الابد لانها تولد التنافر والتباعد بين الطرفين و لانها تعتمد في اسلوبها دائما علي التجريح وسوء الظن دون دليل او بينة فتكون النتيجة جرح غائر من الصعب علاجه .
ولهذا الشك عوامل عديدة منها :
1-البيئة المحيطة بالشخص وأسلوب تربيته.... الذي يستخدم معه أسلوب تعسفي منذ الصغر يكون قائم علي الارتياب وعدم التأكد فتصبح النتيجة فرد في المجتمع يشك في كل شيئ حوله حتي في حبه لذاته .
2-إنطباع اول او تجربة سابقة لاحد الطرفين تجعله دوما تحت الميكروسكوب من الطرف الاخر ، مثل المرأة التي تعرف عن زوجها قبل الزواج أن عينه زائغة علي النساءو يظل هذا الانطباع يحركها فتفتش في كل أغراضه وتراقبه وتحقق معه في كل صغيرة وكبيرة فيمل الزوج من أسلوبها وتزداد الحياة سوءا.
3-فقدان الثقة بالنفس : عندما يظن كل طرف أنه لا يملأ عين الطرف الاخر وتكون عند الرجال أكثر فيظن في زوجته عندما تنظر الي شخص أخر أو تتحدث معه أو عنه أو تضحك علي كلمة منه أنها معجبة به وتتمناه رجلا لها وهذه النظرة فيه ظلم شديد لها فليس من السهولة علي المرأة أن تفكر في رجل غير زوجها إنما هي تصرفات تكون في حدود الطبيعي ولكن مع فقدان الثقة بالنفس تترجم عند الزوج لشيئ اخر. ولربما وصل الامر الي حد الغيرة من كل تعامل عابر كدكتور في صيدلية أو عامل في سوبر ماركت، و في هذه الحالة يكون قد وصل الي حد المرض المزمن ويتعامل بتضييق زائد علي زوجته وتشدد واضح ينتج عنهما إما أن تكون الحياة مستحيلة بينهما لانه أصبح كالوحش الكاسر بالنسبة لزوجته ،أو هروب الزوجة إلي عالم أخر تستطيع من خلاله ممارسة حريتها وهو عالم النت والدردشة فتفرغ بصورة خاطئة أحاسيس مكبوته وحرية منتزعه تبحث عنها طوال الوقت .
ب- حب التملك :
وأنا أسميه (عذاب التملك) لما يسببه من عذاب كل طرف للاخر فوجود هذه الظاهرة يخنق الحياة الزوجية ، نعم يوجد حب حقيقي ولكنه وصل الي درجة المرض بأن أصبح كل طرف يتعامل بأنانية مطلقة مع الاخر فتجد الزوج تحول إلي ديكتاتور ووضع زوجته في قمقم إلي الابد حتي إنه لايريد تعاملات مع صديقاتها ظنا منه أن هذا سيشغلها عنه
أما الزوجة فتخنق زوجها بهذا الحب بين السين والجيم ورغبتها أن يظل دائما تحت عينها وبجوارها ولا تترك له مساحة الحرية التي يتنفس من خلالها .
وقد فاجئتني صديقة لي ذات يوم عندها هذا الحب المرضي,, بردها أنها تريد الاحساس بالامان فتفرغ هذا الشعور في أن يكون زوجها دائما الي جوارها وتحت عينها حتي وان تركها فكل خمس دقائق تكلمه في الهاتف .
وفي هذه الحالة يجب الاستعانة بالله ثم بطبيب نفسي يعالج الطرفين وليس من العيب ابدا اللجوء الي الطبيب النفسي في هذه الامور ،برأيي الكل منا يحتاج الي طبيب نفسي .
ج- عدم وجود الحب او الحب من طرف واحد :
وتكون الغيرة هنا نوع من الاساليب التي يفرغ فيها كل طرف إحساسه الخاوي بعدم الحب وتكون غيرة عمياء بمعني التربص للطرف الاخر لتصيد أي خطأ كان وتكون عمياء لانها تجرح ولان صاحبها يتعمد الايذاء والتشهير بالاخر أمام الناس .
وفي رأيي أن المشكلة هي عدم وجود الحب الذي يغفر للاخرأو يصنع نوعا من الغيرة المحمودة المطلوبة ،
وتكون في الغالب في الزيجات القائمة علي الغصب والاكراه لاي طرف من الطرفين فعندما تفشل العلاقة بصنع الحب المطلوب وتكون الحياة مستحيلة بين الطرفين يتفنن كل طرف في إيذاء الاخر وأبراز عيوبه أمام الاهل.
وقد عايشت تجربة مثل هذه مع حالة ، ومع استمرار ضغط الاهالي علي الزوجين للرجوع بعد الطلاق وافق الزوجان ولكن ظل عدم الاحترام والكره هو الباقي,, ومؤثر بشكل سلبي علي الاولاد الذين أصبحوا يعانون الكثير من الامراض النفسية علي صغر سنهم .
وأخيرا الغيرة المحمودة المبنية عن حب مطلوبة دون تجريح أو إهانة إذ أنها تشعل الحب في قلب الزوجين وتزيد من تقاربهما ، أما الغيرة المرضية فتستدعي في معظم الحالات علاج نفسي للزوجين حتي لا تعصف بحياة هذا البيت.... وهذا يتطلب فهما ووعيا عند الزوجين,, بتحديد المشكلة وبالحوار الصريح البناء بينهما سيجدا الحل معا .
ولعلي اذكر هنا قول لشاعر كثيرا ما كنت اضحك عند قرائته
أغار عليكي من عيني ومني ومنك ومن مكانك والزمان
ولو اني خبأتك في عيوني الي يوم القيامة ما كفاني
ونصيحتي لكل زوجين : قليل من الغيرة ..............................كثير من الحب .
*هناك اسباب اخري كثيرة فمن اراد الزيادة او المناقشة فلا يتردد فهذه الاسباب والتحليل من وجهة نظري المتواضعة

هناك تعليقان (2):

  1. قليل من الغيرة ..............................كثير من الحب .

    بجد ..موضوووووع راااااااااائع جدا ..وقد استفدت منه كثير ا ..

    ردحذف
  2. اشكرك يا استاذ احمد غالبا انت الوحيد اللي بتعلق مع ان بيشوف الموضوع كتير جدا بالاحصائيات بس انت بترفع روحي المعنوية بالتعليق دا

    ردحذف